سورة يوسف - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يوسف)


        


{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ} واسمها: راعيل، وقيل: زليخا، {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} أي: منزله ومقامه، والمثوى: موضع الإقامة.
وقيل: أكرميه في المطعم والملبس والمقام.
وقال قتادة وابن جريج: منزلته.
{عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا} أي: نبيعه بالربح إن أردنا البيع، أو يكفينا إذا بلغ بعض أمورنا.
{أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} أي: نتبنَّاه.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: أفرس الناس ثلاثة: العزيز في يوسف، حيث قال لامرأته: أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا، وابنة شعيب عليه السلام حيث قالت لأبيها في موسى عليه السلام: يا أبتِ استأجره، وأبو بكر في عمر رضي الله عنهما حيث استخلفه.
{وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ} أي: في أرض مصر أي: كما أنقذنا يوسف من القتل وأخرجناه من الجب، كذلك مكنا له في الأرض فجعلناه على خزائنها.
{وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ} أي: مكَّنّا له في الأرض لكي نعلمه من تأويل الأحاديث، وهي عبارة عن الرؤيا.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} قيل: الهاء في أمره كناية عن الله تعالى، يقول: إن الله غالب على أمره يفعل ما يشاء، لا يغلبه شيء ولا يردُّ حكمه رادّ.
وقيل: هي راجعة إلى يوسف عليه السلام معناه: إن الله مستول على أمر يوسف بالتدبير والحياطة لا يَكِلُه إلى أحد حتى يبلغ منتهى علمه فيه.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون} ما الله به صانع.


{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} منتهى شبابه وشدته وقوته. قال مجاهد: ثلاثا وثلاثين سنة.
وقال السدي: ثلاثين سنة.
وقال الضحاك: عشرين سنة.
وقال الكلبي: الأشدُّ ما بين ثماني عشرة سنة إلى ثلاثين سنة.
وسئل مالك رحمه الله عن الأشد قال: هو الحلم.
{آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} فالحكم: النبوة، والعلم: الفقه في الدين.
وقيل: حكما يعني: إصابة في القول: وعلما: بتأويل الرؤيا.
وقيل: الفرق بين الحكيم والعالم، أن العالم: هو الذي يعلم الأشياء، والحكيم: الذي يعمل بما يوجبه العلم.
{وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: المؤمنين. وعنه أيضا: المهتدين. وقال الضحاك: الصابرين على النوائب كما صبر يوسف عليه السلام.


{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} يعني: امرأة العزيز. والمراودة: طلب الفعل، والمراد هاهنا أنها دعته إلى نفسها ليواقعها، {وَغَلَّقَتِ الأبْوَابَ} أي: أطبقتها، وكانت سبعة، {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} أي: هلمَّ وأَقْبِلْ.
قرأه أهل الكوفة والبصرة: {هَيْتَ لك} بفتح الهاء والتاء.
وقرأ أهل المدينة والشام: {هِيْتَ} بكسر الهاء وفتح التاء.
وقرأ ابن كثير: {هَيْتُ} بفتح الهاء وضم التاء.
وقرأ السلمي وقتادة: {هِئْتُ لك} بكسر الهاء وضم التاء مهموزا، يعني: تهيأت لك، وأنكره أبو عمرو والكسائي، وقالا لم يُحْكَ هذا عن العرب.
والأول هو المعروف عند العرب.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم {هَيْتَ لَكَ}.
قال أبو عبيدة كان الكسائي يقول: هي لغة لأهل حوران رفعت إلى الحجاز معناها إليَّ تعالَ.
وقال عكرمة: هي أيضا بالحورانية هلم.
وقال مجاهد وغيره: هي لغة عربية وهي كلمة حثّ وإقبال على الشيء.
قال أبو عبيدة: إن العرب لا تثني {هَيْتَ} ولا تجمع ولا تؤنث، وإنها بصورة واحدة في كل حال.
{قَالَ} يوسف لها عند ذلك: {مَعَاذَ اللَّهِ} أي: أعوذ بالله وأعتصم بالله مما دعوتني إليه، {إِنَّهُ رَبِّي} يريد أن زوجك قطفير سيدي {أَحْسَنَ مَثْوَايَ} أي: أكرم منزلي. هذا قول أكثر المفسرين.
وقيل: الهاء راجعة إلى الله تعالى، يريد: أن الله تعالى ربي أحسن مثوايَ، أي: آواني، ومن بلاء الجبِّ عافاني.
{إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} يعني: إن فعلت هذا فخنته في أهله بعد ما أكرم مثواي فأنا ظالم، ولا يفلح الظالمون.
وقيل: لا يفلح الظالمون: أي لا يسعد الزناة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8